“القارورة”: السيرة المتخيلة لـ”منيرة الساهي”
صدوق نورالدينبدءاً يمكن القول إن الرواية الثالثة للروائي يوسف المحيميد، قد جاءت لاستكمال مشروعه الروائي منذ فتحه البكر “لغط الموتى” (2002)، دون أن يفهم من السوق كون: “القارورة” (2004) بمثابة جزء...
تعتمد فكرة رواية “القارورة” على مذكرات كاتبة صحفية ثلاثينية سعودية اسمها “منيرة الساهي”، تعيش في الرياض وتتحدث عن أزمة حرب الخليج الثانية التي تزامنت مع أزمة حربها الشخصية مع جندي مراسل يتقمَّص شخصية رائد في الجيش، ويتَّخذ بدلا من اسمه “حسن العاصي” اسماً آخر هو “علي الدحَّال”، هذا الجندي المراسل ينتقم لكرامته الشخصية بعد أن أهانه شقيق الضحية الرائد “صالح الساهي”،
في صباح بارد من أواخر فبراير 1991م كانت السماء بيضاء صافية، وخالية من ضجيج طائرات إف15 المقاتلة، لحظة أن استيقظت المدينة بعينين متعبتين، وترك الحمام البلدي مخلفاته اللزجة على أجهزة صفارات الإنذار فوق المباني الحكومية، بينما هدرت محركات حافلات خط البلدة عبر طريق العليا بسائقيها البدو ذوو الشوارب الكثة، والشمغ الحمراء فوق أكتافهم، والطواقي المتسخة المائلة.