قارورة.. المحيميد

29 مايو، 2012 | القارورة | 0 تعليقات

أميمة الخميس
لن نستطيع أن نفرغ القارورة من حمولتها الثقافية في رواية (القارورة) ليوسف المحيميد، وكأن هذا العنوان هو هوية مبطنة، أو لربما خارطة سرية سيسير عليها القارئ طوال الرواية، وهو برفقة ذلك الكيان الزجاجي الجميل الشفاف بإعجاز.. ولكن القابل للكسر بسهولة أيضا، تماما في نفس المواقع والأرفف التي تقبع فوقها كإرث ثقافي.

حيث النساء المحاصرات بالسجن الذي ينتظر جميع من يرتكبن خطيئة المعرفة، ويجرؤن على العبث بإقفال غرف الغول السرية ، النساء اللواتي يتبرقش جلدهن بالأحمر، كعلامات فارقة يرشقها المجتمع عليهن حتى لا تنتقل العدوى لبقية القطيع، سواء كانت (منيرة الساهي) بطلة الرواية ، أو النساء اللواتي احتشد بهن السجن الذي تعمل فيه (منيرة) وتهمهن التي تتراوح بين اقتناء الممنوعات ، والقتل دفاعا عن روح تزهق يوما اثر الآخر ، فكانت خطيئة (منيرة الساهي) جرم الكتابة، وامتشاقها للقلم، فالقلم كان طوال التاريخ أداة ذكورية، وحينما عبثت به أطلق ضوء صارخا، دل جميع ضباع الوادي إليها وبدورها أتت ونهشت جسدها المكتنز، وخطيئة الأخريات هي اللعب بين الأسلاك الشائكة، وحقول الألغام.
(منيرة الساهي) في تلك الهيئة البهية المسرفة في تفاصيلها الأنثوية تقترب من الفانتازيا ، تتوافق مع حلم يقبع عميقا في أرض الأحلام ، منيرة الساهي هي الأنيما (الأنثى) للراوي، ألم يقل فلوبير عندما سئل:
– من هي مدام بوفاري؟ فقال: أنا.
منيرة الساهي كانت نصف أو كل أو بعضا من نساء كثيرات مررن بي ، جالستهن واستمعت لنبض أحزانهن الكونية الجليلة كثيراً.. منيرة الساهي تغلبت على مصير القارورة، وتحولت إلى مصيرها البشري المحاصر بقوانين الرمال.. كانت موجودة بجانبي وأنا أقرأ الرواية، لأنني كثيراً ما كنت انتفض وأفاجأ بها على المقعد المقابل تسرد قصتها بأنين خافت.. لكنه واضح المعالم.

جريدة الجزيرة- عدد11758 تاريخ 25/10/1425هـ الموافق7/12/2004م

رجل تتعقبه الغربان: ملخص الرواية

رجل تتعقبه الغربان: ملخص الرواية

يظهر خيط السرد بطريقة جديدة، لا تبدأ بالحاضر، وحظر التجول في مدينة الرياض، أو أربعينات القرن الماضي، ورصد المدينة المحصَّنة بأسوارها الطينية فحسب، وإنما القفز بالزمن في مغامرة مختلفة نحو المستقبل، من خلال منظار روسي...

أكمل القراءة

تلك اليد المحتالة – مختارات

تلك اليد المحتالة – مختارات

لبس ما ظنه الرجل الجالس أمام النافذة حمامة بيضاء بأربعة مناقير وعُرف… كان قفازًا منفوخًا ليد هاربة من وباء، دفعها الهواء بخفَّة. هكذا اكتشف الرجل الوحيد في عزلته. طائرات كلما انفتح باب السوبرماركت الكهربائي عن...

أكمل القراءة

في مديح القاهرة

في مديح القاهرة

ذاكرة الدهشة الأولىقبل ثلاثين عاما تقريبًا، تحديدًا في يناير من العام ١٩٩٢ زرت القاهرة لأول مرة في حياتي وأنا في منتصف العشرينات. جئت لوحدي لأكتشف معرض القاهرة الدولي للكتاب في مقره القديم بشارع صلاح سالم. لا أعرف...

أكمل القراءة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *