” لغط موتى ” : رواية إنتاج التجريب

28 مايو، 2012 | لغط موتى | 0 تعليقات

صدوق نورالدين / المغرب الممارسة الإبداعية الحكائية قصصية أساسا.. بمـــعــنى أن ” يوسف المحيميد ” يوازي بين ممارستين : كتابة القصة القصيرة و الرواية ..إلى هذا فإن ” لغط موتى ” فاتحة التأسيس للكتابة الروائية..
2 / درج أفق التلقي الروائي عربيا ، النظر إلى هذه الفاتحة من زاوية التحديد و التوجيه..تحديد المسار الذي يمكن أن يختطه الروائي لذاته

، و التوجيه لما يرتبط الأمر بالتداول : قراءة و نقدا..و أعتقد بأن ” المحيميد ” أسس فكرة القول الروائي بوعي هذا الأفق..لذلك جاءت ” لغط موتى ” وفق هذه الصيغة الإبداعية ..إنها بيان روائي..
3 / إن ما يفضي إليه تلقي التجربة ، كونها كتابة عن الرواية ، و في الرواية.. و أرى إلى أن الكتابة عن الرواية أقوى بلاغة من الكتابة في الرواية..ذلك أن الكتابة عن الرواية بمثابة خطاب يستهدف إيصال قناعات نظرية فكرية عن تصور ذاتي فردي بصدد جنس الرواية..
إن ” المحيميد ” في ” لغط موتى ” يطرح سؤاله : ” كيف أفهم الرواية ؟ ” ..و من خلال الطرح ، يسوق آراءه و أفكاره عن الكتابة الروائية ..إنه يدرج بيانا للرواية من خلال الرواية ، حيث يتوافق النظر و ما تمليه التجربة ، و تم تكمن قوة التجريب ..
4 / فهم التجريب في الكتابة الروائية العربية ، كتجديد على مستوى الصيغة الجمالية ، بحكم أن المادة قد لا ترقى لأن تشكل معنى روائيا ..إلا أن ما يكسبها القيمة الشكل الذي احتواها و تأطرت فنيا ضمنه..لذلك ف ” لغط موتى ” ، بما هي بداية ، بيان ، أريد من كتابتها بناء قطيعة و السائد من كتابات روائية وسمت بالتقليدية ..
هذا الهاجس ـ في الواقع ـ لا يتفرد به ” يوسف المحيميد ” وحسب ، و إنما نلفيه قائما لدى مجموعة من الروائيين العرب : حيدر حيدر ، غالب هلسا ، جمال الغيطاني ، واسيني الأعرج ، محمد زفزاف ، محمد عز الدين التازي ، محمد صوف ، رجاء عالم و غيرهم..
هذا الاستحضار لا يستهدف ـ في الجوهر ـ المقارنة ، و إنما تبيان الحدود التي تحرك ” المحيميد ” في صياغة / إنتاج قول روائي متفرد..
إلا أن ما يجدر أخذه بعين الاعتبار ، كون الروائي في سياق ممارسته الإبداعية ، يضع القارئ في تصوره ، القارئ العربي أولا و أساسا ..أقول القارئ العام المنتمي لشريحة واسعة موسعة ، لا الخاص المتميز بحس النقد و حصافة الرأي ..و هو ما يدعو / يستدعي ، أن يكون التجريب غير مجاوز لمجتمعية قارئ الرواية ..
5/ إن ” يوسف المحيميد ” في هذه الرواية ( بناءا على الميثاق المحدد ) ، يدون مشروع بدايته ببيان
قـصدية الإنجاز الروائي .. و إذا كانت القصدية نظرية ، فهي تأشيرية على اللاحق ، علـــى الاستكمال ، على ما سينكتب من روايات هي آثار دالة على المؤلف..ف ” لغط موتى ” توحي
ب ” فخاخ الرائحة ” انطلاقا من التلميح الوارد في الحوار التالي :
” ـ ماذا تشم ؟
ـ تقصد الرائحة ؟
هز رأسه و بتردد أجبت :
ـ دهن عود ؟
نظر باستغراب ، فاستدركت :
ـ ربما رائحة سدر ؟
ـ بل رائحة موتى ..
ثم غادر .. ” ( ص / 35 )
أيضا إلى الأسطرة المتعلقة بحكاية القمر و ابنة العطار في نفس الرواية .
لذلك ـ و كما سلف ـ فإن البداية محددة بضوابط و قواعد موعى بها من طرف الروائي..إنها تأشير على مساره ، مشروعه الذي نحن بصدده..
الكتابة الرسائلية :
1 / إذا كانت ” لغط موتى ” فاتحة آثار ” المحيميد ” الروائية ، فإن قراءة التجربة وفق الرؤية الشمولية ، يقتضي مقارنة البداية باللاحق من أعمال روائية..
2 / يستهل الروائي ” لغط موتى ” بعتبة نصية هي ” رسائل لن تصل إلى عبد الله السفر ” ..هذه العتبة تلعب دور توجيه القارئ لنمط الصيغة و نوعية الكتابة..أقول ، قد تقوم العتبة مقام العنوان ، و يحدث أن تكون العنوان ذاته..لذلك أدرجت و أقرت و لم يتخل عنها ، ( و هي وحيدة كما سنلمس في ” القارورة ” ) ..غير أن ما يثر في العتبة بما هي جملة إسمية ، الشق الأول :
أ ـ رسائل لن تصل ..
و الثاني :
ب ـ إلى عبد الله السفر..
فالنفي ( لن ) يخلخل أفق التلقي ، و يضعه مباشرة في دائرة العبثي اللاعقلاني ( لن تصل الرسائل إلى عبد الله السفر )..إنه يضع القارئ في التخييلي مباشرة ..في المقابل فالشق الثاني من العتبة يتحدد في معرفتين :
1 ـ الاسم العلم : عبد الله ( و هو مركب إضافي )..
2 ـ المعرف بأل : السفر..
في ضوء هذا فالصيغة رسائلية ( و هو ما سنعود إليه )..على أن المرسل إليه ، شخص عبد الله السفر غير مذكور بالاسم في النص الموزع على نمط رسائل قصيرة مدونها صحافي كاتب..بيد أن العلاقة بين الأخير و عبد الله السفر ، علاقة صداقة ..لذلك و على امتداد الرواية يتحقق النداء ب ( يا ) أو
( أيها ) ، أو بحذفهما ، حيث يجوز التقدير :
” كثير من أصدقائي ، و أنت أحدهم ..” ( ص / 15 )
” هل ترى ، أيها الصديق ، الذي يسألني ذات مساء .” ( ص / 37 )
” هل ترى يا صديقي ؟ ” ( ص / )
يقترن النداء بالسؤال عن مضمون الجملة ( هل ؟ ) ، إلا أن تأكيد الجواب بنعم أو لا أو كلا غير ثابت..و تم تحضر سلطة الصوت الواحد و هي من خاصات الكتابة الرسائلية ..
3 / اختار ” يوسف المحيميد ” لهذه البداية صيغة الكتابة الرسائلية ..الاختيار يقترن بالبداية ، أقول ب : ” نشأة الرواية “..فالإيحاء قصدي ، و هو ما لم تلتفت إليه نقود ” لغط موتى “.. ( 1 )
إن صيغة الكتابة الرسائلية ، أو كتابة الرواية على نمط رسائل ، وظف من طرف العديد من الروائيين العالميين ، و في مقدمتهم ” صمويل ريتشاردسون ” في روايته : ” كلاريسا ” ..
تهدف الصيغة تصوير العلاقات الشخصية و الاجتماعية ، إلى استجلاء الجوانب الذاتية الحميمية و الخاصة .
” ..أما المزية الرئيسية ، فهي أن الرسائل دليل
مادي على الحياة الداخلية لكتابها ، بل و أفضل
دليل موجود ..” ( 2 )
إضافة لما سلف فإن هذه الصيغة تنزع إلى ترسيخ قاعدة الحوار في بعده المباشر و غير المباشر ، مما يكسب النص سمة درامية ..( 3 )
إن تلقي ” لغط موتى ” يكشف التالي :
1 / كون الفصول القصيرة غالبا ، و المشكلة لجسم النص ، رسائل تؤلف في شموليتها الرواية :
” ..في اليوم التالي من كتابتي للرسالة السابقة ..” ( ص / 54 )
2 / إن ما تحيل الفصول / الرسائل عليه ، الحوار مع الآخرين ، و هو ما دل عن معاناة و عزلة ذاتية..
3 / التداخل المفتوح بين الجنسين : الرواية و السيرة الذاتية ، إذا ما ألمحنا لسلطة الصوت الواحد ، و العناصر الذاتية المتوافرة على امتداد النص ..
4 / إن اعتماد الصيغة الرسائلية ، يقود إلى مفهوم الكتابة المحو ..فإذا كان كل فصل يشكل رسالة ، فإن كل رسالة تمحو السابقة ..و هذا لا يعني كونها تلغيها ، و إنما تضيف إليها بقصد التوسيع و إن حفلت بالتكرار الذي يعد على السواء من خاصات الكتابة الرسائلية ، إذا ما ألمحنا لكون التقويض يقصي خطية الزمن ، عكس الحرص عليه الكامن في : ” فخاخ الرائحة ” و ” القارورة ” و الدائرية
المعتمدة في : نزهة الدلفين “..
ضد جاهزية المعنى :
1 ـ إن من يتوقع معنى جاهزا ، أو حكاية تامة الاكتمال ، لا يمكن أن يعثر على هذه الضالة في:
” لغط موتى ” ..فالاستناد إلى الصيغة الرسائلية في كتابة الرواية ، يعتمد خاصة التكرار القصدي ، حيث سوق معنى ما ، يناقضه ما يضاده و ينقضه ..ذلك أن قاعدة الكتابة في : ” لغط موتى ” تنبني على المحو ، محو السابق للاحق ، محو ما تم تأكيده بجديد يخضع لذات القاعدة ..فالغاية في الرواية
ـ كما سلف ـ إنتاج النظر الروائي ، لا المعنى الحكائي..و من تم فالمقصد الذي راهنت عليه النقود التقليدية في تلقيها ” لغط موتى ” البحث عن الحكاية ..في حين نجد بأن هذه الرواية ، إن هي إلا النواة للاحق المتشكل على نمط رباعية : فخاخ الرائحة ، القارورة و نزهة الدلفين.. إنها نواة النظر الروائي الذاتي و الشخصي ..
” أكتب اليوم ما أراه حقيقيا ، في الغد لا أراه كذلك ،
فأشهر الممحاة ، و أخفيه من الوجود ، أن تمحو الشيء
معناه أنه لم يكن ، لكن أن تشظيه ، فهو كائن لكنه
مشوه ..” ( ص / 54 )
” إن كنت لا تؤمن ـ يا صديقي ـ بأن الممحاة و هي
تنسف و تلغي وجود الكائن ، إنما كانت تحقق وجوده
بطريقة أخرى ، كما فعلت ذاك النهار و محوت ، فظهرت
لي امرأة صارت تروي لي حكايات غريبة و خرافية ..” ( ص / 61 )
2 ـ إن انتفاء جاهزية المعنى ، يقود إلى صعوبة تقسيم الرواية إلى وحدات حكائية ..لذلك فإن التلقي يقود إلى متابعة ما يتم تكسيره ، إلى الفاعلين :
ـ مسعود و ابنته موضي و الكلب ” لاسي ” ..
ـ مزنة و الجد ..
ـ مزنة و سالم في بيت غلاب ، بمتابعة من جوهر ..
ـ مسعود و ذات الغلالة ..
فهؤلاء الفاعلين يتحقق اختزالهم ، الإضافة إليهم ، لكن أن يتوصل إلى بناء الشخصية بناءا دقيقا ، مثلما يبدو في ” فخاخ الرائحة ” و ” القارورة ” و ” نزهة الدلفين ” ، حيث على امتداد دائرية المعنى نلملم حيوات الشخوص ، فذلك غير ممكن ..
” كيف ، و لم لا تكتب رواية ما ، دون أن يشاركني
أي من هؤلاء مسؤولية الوقفة أمام شخوص شائكين
كهؤلاء : مسعود ، موضي ، الرجل باللحية المشذبة
بعناية ، الشاب المطوق بالحمائم و الجد ..” ( ص / 15 )
” هل ترى إلى الجد و الجدة ، مسعود و موضي و الصغرى
و الجارة ذات الفراشة ، و البعوضة الضخمة ، و الرجل المتبوع
بحمائم ، و الأم بالغلالة ، كيف يطاردونني ، كيف يهدد
كل منهم إن أغفلت ما يريده ..” ( ص / 37 )
هذان المختصران يفضيان إلى وجود :
1 / الفاعل الثابت..
2 / الفاعل المضاف..
لكن العلاقات بين هؤلاء الفاعلين مطبوعة :
ـ التفكك : فما ينمي العلاقات و يدفع بها لأن تشكل انسجاما تاما غير وارد..
ـ العزلة : إن التلفظ بما تنطوي عليه الشخصية ، بغية تشكيل صورة عنها ضئيل على امتداد الرواية..إذ الراوي يمثل سلطة العارف و العالم بماجريات الواقع..
هذه الخاصات تدفع بالفاعلين لأن يتميزوا تميزا وجوديا ..
سلطة الراوي :
يهيمن ضمير المتكلم على ” لغط موتى ” بحكم كون الكتابة رسائلية ..من خلال هذه الهيمنة ، نتعرف على هوية السارد : إنه صحافي يروي مغامرة كتابة رواية ..أي أنه ينجز فهلا في سياق تحدي آخرين له نتعرف على أقوالهم و آرائهم من خلاله هو ذاته ، دون تحديد هوياتهم ..فسلطة الراوي ، هي سلطة العليم ، العارف ، المدبر للأحداث من جميع جوانبها ..و إذا حدث تدخل من فاعل آخر ، فإنه يتحقق عن طريقه ..نحن إذن ، أمام مغامرة كتابة و كتابة مغامرة ..على المغامرتين معا ، هدفهما النظر وتأسيس قول روائي تجريبي كما سلف :
” أصدقاء كثر يظنون أنني لا أملك أن أكتب نصا طويلا ، رواية
مثلا ..” ( ص / 7 )
” آخرون يظنون أن انشغالي كصحفي ، يسلب وقتي ..” ( ص / 7 )
تتجلى سلطة الراوي و تحكمه في عالمه ، في نوعية المادة المختارة للصوغ ..هذه لها علاقة بما يضاد الحياة ، أي الموت..فالروائي اختار في سياق مغامرة الكتابة ، مغايرة المتداول و السائد ، بمعنى استنطاق حياة موتى ..هؤلاء تفعل الذاكرة في استحضار حياتهم ..الاختيار يحيل على كون من كانت له الحياة تستعاد إليه و لا تنتزع منه..من تم فتحقق الإنجاز الإبداعي لا يعلق فقط بمن لهم حياة،
ممارسة وجود ، كينونة ، و إنما بمن انتهوا إلى الغياب و الانطفاء..فكما يفعل التخييل في إكساب الحياة ، يفعل في إعادة الحياة ..فثمة خلق و تخليق على السواء ، و تم تمكن اللعبة الروائية..
” ..يا للأصدقاء الذين يحرضون على جذب هؤلاء الموتى
لينفضوا حياتهم السالفة أمامي كبساط تدوخ ألوانه بصري.”ص/29)
من تم يدخل الراوي في حوار مع شخصياته ، سواء بهدف التعليق ، التفسير ، أو التوسيع..و انطلاقا من الحوار ، يرتب المادة و تتخيل إمكانات سوقها و صوغها :
” ربما ستفجؤني أيضا ” موضي ” بقامتها الممشوقة كنخلة
ضاربة في واحة ابتلعها الرمل ..” ( ص / 11 )
إن سلطة الراوي ممثلة في ضمير المتكلم تعمل على تفعيل الذاكرة ..التفعيل يقترن بنا هو ذاتي ، مادام الراوي شخصية صحافية تستخدم كل الآليات و التقنيات الحديثة لتوليد الحكي : الفاكس / الهاتف
و هنا يتداخل جنسان أدبيان يطبعهما التقارب : السيرة الذاتية و الرواية ، إذا ما ألمحنا لكون أدب الرسائل يدرج ضمن السيرة الذاتية ، باعتباره إخبارا وبوحا و تواصلا ..
” ..و أمتطي الذاكرة فاضا بها طفولتي ، و طفولة العالم
و الأشياء ..” ( ص / 15 )
” هكذا كنت أحس بفزعي إذا أنصت للموتى ..” ( ص / 21 )
” ..فهل أنا كتبت شيئا ، أم أنها أضغاث موتى ؟ ..” ( ص / 21 )
بالإضافة للسابق ، فإن الجزء الأخير من الرواية ، كرس لما يمكن اعتباره ذاتيا ، مما قد نعثر عليه أو لا في التجارب اللاحقة ..
الرواية و بلاغة الشعر :
إن الصيغة الرسائلية ، و هيمنة ضمير المتكلم المدير للعملية السردية في :” لغط موتى ” ، يدفع التلفظ لأن يكون تأمليا ، حيث هيمنة اللغة الشعرية التي تحول جملا و مقاطع من بنيتها الحدثية السردية ، إلى مستوى الصورة الفنية الشعرية ، حيث قوة حضور التشبيه سواء باعتماد مكوناته البلاغية ، أم في غياب ذلك..و يتمظهر المستوى الشعري تأسيسا من جمل بذاتها ، كما من خلال مقاطع تجسد الوقفة السردية شبه المحايدة ، فيفسح المجال للوصف المكاني أو الفضائي ككل ، أو الذاتي ..فالشعري هنا ، متنفس الإبداع و الاستمرار ..فالتمثيل جمليا نقف عليه مثلا في :
” ..لماذا لم تذكر أنني عملت هنا سائقا ، و أنني أنتظر
صاحب المنزل في السيارة مع الكلاب الضالة حتى يعرك
نعاسي بياض الفجر ..” ( ص 8 ـ 9 )
” سمعت صوتا يشبه صوتي ، يجرح هدأة الغرفة ، و الشياطين
ألا تحضر ؟ ( ص / 19 )
” الليل كان باردا ، و هواء الصحراء الثلجي يدق العظام.”(ص/58)
و أما مقطعيا فيتأكد انطلاقا من فقرات بكاملها :
” الريح التي تحف الحجر فتجلوه شيئا مغايرا ، و الطير
يلامس أنثاه هابرا ، فيتشكل من رخوين ما صلب و قسا
و الريح تضاجع رؤوس النباتات ، فينمو في بطن الأرض
بذرا جديدا ، و المرء يقذف بذوره ، و المطر يحرق التربة
و كل شيء حولك ، في الكون ، صغيرا و كبيرا ، يدعك
بضراوة ما يصادفه ، و يجلوه جيدا ، حتى يتسنى له أن يراه
أو يرى ما تبدى و تشكل منه ، مخلوقا جديدا ..” ( ص / 67 )
إلى ما سلف فإن حضور الشعري تعكسه بنية الجملة التي صيغ بها النص ، و هي قصيرة ، مكثفة ،
موحية ، و هو العامل الأساس في كون كم النص جاء قصيرا ( 86 صفحة )..على أن التدقيق في معجمه اللفظي يحيل على توظيف اللفظ الشعري المجانس للسياق كما للصيغة القصدية ..
إن ” لغط موتى ” في إنتاجيتها الشعرية ، تلتقي و مظاهر من ” فخاخ الرائحة ” ، خاصة في الحالات
التي يعتمد فيها الوصف ..من هنا ، يجاور الروائي الشعري في محفل تعددي دال و معبر ..

رجل تتعقبه الغربان: ملخص الرواية

رجل تتعقبه الغربان: ملخص الرواية

يظهر خيط السرد بطريقة جديدة، لا تبدأ بالحاضر، وحظر التجول في مدينة الرياض، أو أربعينات القرن الماضي، ورصد المدينة المحصَّنة بأسوارها الطينية فحسب، وإنما القفز بالزمن في مغامرة مختلفة نحو المستقبل، من خلال منظار روسي...

أكمل القراءة

تلك اليد المحتالة – مختارات

تلك اليد المحتالة – مختارات

لبس ما ظنه الرجل الجالس أمام النافذة حمامة بيضاء بأربعة مناقير وعُرف… كان قفازًا منفوخًا ليد هاربة من وباء، دفعها الهواء بخفَّة. هكذا اكتشف الرجل الوحيد في عزلته. طائرات كلما انفتح باب السوبرماركت الكهربائي عن...

أكمل القراءة

في مديح القاهرة

في مديح القاهرة

ذاكرة الدهشة الأولىقبل ثلاثين عاما تقريبًا، تحديدًا في يناير من العام ١٩٩٢ زرت القاهرة لأول مرة في حياتي وأنا في منتصف العشرينات. جئت لوحدي لأكتشف معرض القاهرة الدولي للكتاب في مقره القديم بشارع صلاح سالم. لا أعرف...

أكمل القراءة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *