يوسف المحيميد: الخشية من التحوّل إلى رقيب بائس في أدبي الرياض دفعتني إلى الاستقالة

يوليو 28, 2012 | لقاءات | 0 تعليقات

حاوره: خالد محمد الخضري   الصورة تبدو واضحة وجلية في ناظريه.. دخل إلى مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض ليحتل منصب المدير الإداري، لكنه غادر النادي خشية أن يتحوّل إلى رقيب «بائس» يقص من أجنحة الإبداع، المثقفون برأيه لا يملكون القدرة على تفهم شروط العمل الإداري ناهيك أن يديروا الأندية الأدبية، الهروب من الرقابة يراه المبرر المنطقي لهروب الإبداع السعودي

إلى دور النشر الغربية.. لا يرى بأسًا في «توسّل» الروائيين الناشئين الظهور عبر أقلام الكُتّاب الكبار من خلال المقدمات والكتابات النقدية حول أعمالهم وإن كان ينصح الناشئة بـ»تهذيب» لغتهم».. أزمة أدب الطفل مردها – بنظره – الإهمال «الحكومي» المتعمّد.. يرفض فكرة «التوازن» في العمل الإبداعي الذي يحدد شروطه بالحرية والقدرة على المباغتة والدهشة.. في سياق الحوار هذا مع الروائي يوسف المحيميد منعطفات لا تخلو من إثارة منظورة فيما أثير من جدل حول كتابه «مدينة» علاقة الكاتب الإسرائيلي به ونظرته لنهر الشعر المتدفق في شريان سردياته..   * في سياق مسيرتك «الروائية» مثّلت المملكة في المهرجانات الخارجية، كان آخرها رحلتك الترويجية لكتابك الجديد «مدينة» في أربع مدن بريطانية، وقبله الملتقى الرابع للرواية في مصر، فما هي العوائد التي يحققها الروائي والمبدع السعودي من وراء حضوره لمثل هذه الملتقيات؟  هذا الأمر مهم لأي مبدع، لأنه يقدّم صوته ورؤاه في فنّ الكتابة الروائية، يتحاور مع الآخرين، ويعرف الآخرون – خصوصًا في الدول الأجنبية – وجهًا جديدًا للبلاد غير الوجه الذي ظهرت به أمام العالم، وأمام الحملة الغربية التي جعلتها مركزًا للإرهاب.. شخصيًّا أجد سعادة عند من يقدّر الكتابة والإبداع، ويدخلني شريكًا في صنع الكتاب وتسويقه، وهو أمر شائع في الدول المتقدّمة.   زوبعة عابرة  * كتابك الأخير «مدينة» قصص من الشرق الأوسط، أثيرت حوله ضجة في الصحافة العربية، آخرها في جريدة أخبار الأدب المصرية، حول وجود كاتب إسرائيلي معك، كتب عن «تل أبيب» ألا يشعر ذلك بالحرج والمسؤولية؟  لا أشعر بالحرج، فقصّتي عن الرياض هي ما يمثّلني شخصيًّا، أما وجود كاتب إسرائيلي، رغم كونه تقدميًّا، ومناهضًا للحكومة العنصرية في إسرائيل، لا يعنيني من قريب أو بعيد، وهو أمر لا يختلف عن وجوده في مجلة بها عدد من الأسماء، فعلى سبيل المثال، هذا الكاتب نشرت له جريدة «وجهة نظر» المصرية أكثر من ترجمة لمقالاته، وهي مجلة مصرية عربية، ينشر بها كُتّاب لا نشك مطلقًا بمواقفهم، لذلك لا أرى في الأمر أكثر من زوبعة عابرة.  * كيف تقيم نظرة الكُتّاب والنقّاد العرب للمبدع السعودي.. وهل تغيّرت الصورة عمّا كانت عليه في السابق نحو تقييم منصف للإنتاج الإبداعي السعودي؟  حتمًا تغيّرت الصورة في أواخر التسعينيات، فهناك أسماء قليلة أصبحت حاضرة في المشهد العربي والعالمي أيضًا، وقد حقّقت ذلك لأنها تستحق الحضور بوصفها الإبداعي؛ بعيدًا عن كونها من السعودية أو اليمن أو غيره، ففي نظري أن الإبداع الأصيل يصل حتمًا إلى العالم.. فهناك في العالم من يتصيّد الصّوت المختلف والمتميّز، ويقوده إلى مناطق جديدة، لأنّ صناعة النشر هناك تقوم بذلك، وهي اكتشاف أسماء جديدة في العالم، والعمل عليها جيدًا حتى تكون من ضمن كوكبة أسماء عربية أو عالمية أخرى.   لا توازن  * تعيش الرواية السعودية الحالية، من خلال المنجز الهائل للإنتاج الروائي بين الاهتمام المفرط في تناول المسكوت عنه، وكشفه في أعمال روائية ربما تكون بعيدة عن أي قدر من الاهتمام بالمستوى الفني للعمل الروائي، وبين الروايات التي حاولت أن تتوازن في اهتمامها بالمستوى الفنّي على مستوى اللغة والتوظيف.. كيف تنظر لهذا الواقع، وكيف تقرأ الأعمال الجديدة لعدد من الشباب والشابات في هذا الميدان؟  كأنك لمست الجرح فعلاً، هذا ما يؤرّقني دائمًا.. كيف نقرأ رواية تقتحم دونما وجل، وفي الوقت نفسه تبنى بتقنية عالية، ومستوى فني عالٍ.. ليس هناك شيء اسمه التوازن إلا في مصطلحات المؤسّسات الرسمية، أم الإبداع فهو حرُّ متجرّد من القيود، قادر على المباغتة، يقترح خصوصيته في اللغة والبناء الفني، يقدّم شخوصه القادرة على البقاء طويلاً في الذاكرة، يضع المكان بتفاصيله وجمالياته أمام القارئ، فالمسألة تحتاج إلى مزيد من الوقت والتجارب لهذه الأسماء الجديدة، تحتاج إلى تهذيب اللغة وتشذيبها، الأمر الذي يتم بالقراءات المتعدّدة، خصوصًا القراءات الشعرية، وألا يكون الأمر مرتبطًا بمجرد تجربة شخصيّة لكلّ واحد من هؤلاء، فتروى دون الأسئلة الضرورية في الفن الروائي.  * بعض الأسماء الروائية الناشئة «توسّلت» الظهور «البرّاق» عبر دعم بعض الأسماء الكبيرة لها إما بكتابة مقدمات لأعمالها أو مقالات من نقّاد كبار عنها.. على الرغم من أن بعض هذه الروايات لا يتجاوز كونه «مذكرات مراهق أو مراهقة».. كيف تنظر لهذا «السلوك»؟  لا أشعر بقلق حيال هذا الأمر، فمن حقّ هؤلاء اللجوء إلى هذه الأسماء التي تصفها بالكبيرة، ومن حقّ هذه الأسماء المخضرمة أن تكتب ما تشاء عمّن تشاء، فمساحة الكتابة شاسعة جدًا، ومساحة النشر كذلك، ومساحة القراء متنوعة وثرية، وفوق كل ذلك يبقى العمل المتميّز خالدًا في الذاكرة، يستطيع أن يصل في كل زمان ومكان، بالتالي أستطيع القول إنه لا يحق لنا تقييد طموح وشغب هؤلاء، حتى وإن كانت مجرد مذكرات مراهق أو مراهقة كما يصف سؤالك، ففي النشر الأجنبي، يوجد مثل هذا التنوّع والتفاوت في مستوى الكتابة، ويوجد مثل هذا الصدى للأعمال الخفيفة العابرة ودخول القوائم الأكثر مبيعًا، ويوجد ما هو خلاف ذلك، ففي الوقت الذي تجد فيه باولو كويليو على قائمة الأكثر مبيعًا، تجد أعمال بورخيس وكونديرا في الظل، لكنها أطول بقاء في الذاكرة الإنسانية.   مقارنة مجحفة  * ماركيز، وكافكا، وغيرهما من الروائيين الكبار، تمكنوا من التقاط لحظات مكثفة، مليئة بالحس الإنساني، تم توظيفها في أعمالهم الروائية، مما أسهم في تخليد أعمالهم.. ما مدى تمكّن الروائي السعودي من تقديم عمل بهذه الدرجة من الحس، من خلال التعبير عن الإنسان المحلي بوصفه كائنًا متعايشًا ومتفاعلاً مع العالم المحيط به؟  أظن أنّ هذا المنطق فيه إجحاف كبير، فلا يمكن أن نقارن قامات مؤثّرة في المشهد العالمي؛ كماركيز وكافكا وساراماغو وكونديرا، وغيرهم كثير، بروائيين سعوديين يحاول كل منهم باجتهاده الشخصي، دون أن يتكئ على إرث أدبي روائي طويل كهؤلاء.. فرواية جديدة ووليدة، في خطواتها الأولى، تتعلّم وتتعثّر، كالرواية السعودية، لا يمكن مطلقًا مقارنتها برواية يفوق تاريخها أربعمائة عام، أعني منذ «دون كيخوت» لسرفانتيس، وحتى تحوّلات الرواية، كالواقعية الاشتراكية في روسيا، والرواية الجديدة في فرنسا، وحتى التجديد في الغرب الآن.  * برأي الكثيرين أنّ ميزتك تكمن في اللغة الشعرية التي تسرّبها في كتابتك عبر رصدك للأحداث ورسمك لشخوص قصصك.. من أي المنابع فتحت لها النهر الثّر مجراه؟  قد أزعم أنّني تربيت مبكّرًا على القراءات الشعرية، منذ الشعر القديم، وحتى قصيدة النثر، مرورًا بالشعر الحديث أو قصيدة التفعيلة، الأمر الذي جعلني أقرأ الشعر وأستمتع به أكثر بمراحل من قراءتي للقصة القصيرة والرواية، وهذا حتمًا يكون انعكاسه وأثره أكبر على لغتي وأدواتي الكتابية المتنوعة.. أظنّ أنّ اللغة الشعريّة إذا كانت تسير لصالح الأدوات الأخرى في الفنون السردية، فهي أمر رائع، أعني ألا يتحوّل السرد إلى مجرد لغة وغنائيات فحسب، دونما اهتمام بالحدث والشخوص والبناء..إلخ.   إهمال متعمّد لأدب الطفل  * الكُتّاب السعوديون غير حفيين بتقديم أدب للأطفال يشبع رغباتهم ونهمهم وفضولهم، كيف تعلّق على ذلك بصفتك كاتب في أدب الطفل، وماذا عن مشروعاتك الجديدة في هذا الخصوص؟  من الصعب أن يبقى كاتب طفل في السعودية ويستمر في ظل الإهمال المتعمد من جهات حكومية كثيرة، وشركات يتوقّع منها دعم أدب الطفل، فأدب الطفل حتى في العالم إذا لم يتم العمل عليه بجدية، ودعم يساهم في تسويقه جيدًا فسيؤول إلى الاختفاء، وسينصرف كاتبه إلى حرفة أخرى، فالمأزق هو في توفير آلية طباعة ونشر للطفل، تكون جيدة ومدروسة، أما اجتهاداتنا الشخصية فهي مؤقتة، ستزول وتنتهي ببساطة، ورغم ذلك لازلت أكتب بين الفينة والأخرى للطفل، فلدي كتاب قصصي جديد، عبارة عن قصص قصيرة جدًّا للأطفال، أحاول فيها كسر المعتاد والمألوف في قصص الأطفال ومفاهيمه المكرَّسة، قد يتسنى له فرصة نشر قريبة.   * لا يزال الكاتب السعودي ساعيًا لنشر إنتاجه الإبداعي خارج المملكة برغم حرص الأندية الأدبية في تشكيلاتها الجديدة على «توطين» النشر محلّيًا.. هل خاب مسعى الأندية في ذلك، أم للأمر علاقة بـ»الهروب من الرقابة»؟  نعم، هو مأزق الرقابة، ولعل جزءًا من خروجي من النادي مستقيلاً، يرتبط بأمر عجز الأندية الأدبية عن تجاوز محاذير رقابية، بعضها أعتبره وهميًّا، فلدينا مجموعة قصصية متميّزة جدًّا للقاص منصور العتيق، كان يفترض أن تصدر ضمن مشروع النشر المشترك في بيروت، لكن معظم الأعضاء كانوا ضدّ صدورها لأسباب رقابية، رغم إجماعهم على تميّزها فنّيًا، فمعنى ذلك أننا نفقد فرص نشر الإبداع المتميّز والمتجاوز، وننشر ما هو دون ذلك، فقط لأنه يتّفق مع الهامش الرقابي المتاح، هكذا خشيت أن أتحوّل من مبدع يدافع عن حرية الإبداع والكتابة في كثير من المنابر إلى مجرد رقيب بائس في نادٍ أدبي، يتمثل دوره في قمع حركة الإبداع وانتشاره. هذا الأمر هو ما يجعل الأندية الأدبية عاجزة عن استقطاب بعض الأسماء الإبداعية، مما يجعل هؤلاء يبعثون بكتبهم إلى بيروت والقاهرة وعمان وغيرها.   إحباط ورؤى متقاطعة  * لكن بعضهم يرى أن دافعك للاستقالة من منصب المدير الإداري بالنادي كان بسبب ما ظللت تثيره من خلافات متواصلة مع بقية أعضاء مجلس الإدارة.. فما مدى صحة ذلك؟  هي ليست خلافات وصراعات بقدر ما هي اختلافات في وجهات النظر.. ويحقّ لي أن أشعر بسعادة كوني قد عملت مع أصدقاء وزملاء كتابة كنت أعرفهم من قبل، وتوثّقت علاقتي بهم أكثر فيما بعد في مجلس الإدارة، وكذلك معرفتي بأسماء جديدة، لم أكن أعرفها من قبل رغم قيمتها الأدبية والثقافية، كالدكتور محمد الهدلق والدكتور عبدالعزيز المانع، وغيرهما، ولكن هناك أمور لابد أن تظهر في العمل الجماعي، فكما قلت لك حول معايير الرقابة وهامش الكتابة من وجهة نظر كل منّا، جعلت الأمر يصل إلى اختلاف في الرأي، وكذلك شعوري بالإحباط أن أعمل على مجلّة كاملة وحدي، ومعي زميلي سعود السويداء، وبعد تعب وإرهاق على عدد متميّز، لا نملك أن نطبع منه سوى ألفي نسخة، وهي كمية كتب وليست كمية مجلات، كل هذه المسائل اجتمعت مع شعوري الداخلي بفقدان وقت ثمين، كنت سأصرفه على كتابتي واشتغالي الأدبي، هذا ما جعلني أفكر جدّيًا في الاستقالة وترك الفرصة لغيري يمكنه العمل بحماس ورغبة كبيرة.   هجوم النفعيين  * بعض مجالس الأندية الأدبية تعثرت خطواتها وانتهت إلى استقالات فردية وجماعية لأعضائها، وانسحاب للجان، وصولاً إلى حل كامل طاقم المجلس في بعضها.. هل يبدو هذا مؤشراً دالاً على إخفاق المجالس الجديدة في القيام بواجبها في خدمة الثقافة والمثقف السعودي على الوجه الأكمل، أم أن الأديب والمثقف غير قادر على ممارسة العمل الإداري كما أشار إلى ذلك وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل؟  ليس فقط غير قادر على العمل الإداري، بل غير قادر على تفهم شروط العمل الإداري وتضحياته، فكثير ممكن هم خارج الأندية الأدبية يعتقدون أن ممن هم داخل النادي مسئولون عن نشر نتاجهم حتى لو كان ضعيفًا؛ بل إنّ بعضًا منهم قد يظن أن عليك بوصفك عضو مجلس إدارة، بأن تجلس على رأسه وتحمل الريشة لتهف عليه، كي يكتب بدعة.. كثيرون ممن يهاجمون الأندية هم من المنتفعين، الذين لا ينتظرون من النادي إلا مصلحتهم، فإن دعاه هذا النادي إلى المشاركة بأمسية أصبح أفضل الأندية في النشاط المنبري، وإن نشر له ذاك النادي، أصبحت مطبوعاته من أفضل المطبوعات وأعمقها، للأسف هذا هو حال ممن يسمى بالمثقفين والأدباء خارج الأندية، أما داخل الأندية، فلا أظن أن عضو مجلس الإدارة يمكن أن يعمل متطوعًا، خصوصًا أن أكثرهم لديه مشروعات كتابة ونشر، وعمل صحفي أو أكاديمي، بينما إمكانات الأندية الضعيفة تتطلّب منه العمل بحماس ودأب بلا مقابل، أو بمقابل رمزي. أعتقد أن على الوزارة أن تنظر في الدورات المقبلة إلى فكرة تفريغ أربعة من أعضاء المجالس من أعمالهم الرسمية، لمدة أربع سنوات، يكونون خلالها مخلصين يومياً، فلم أستوعب أن أكون مديراً إدارياً للنادي دون أن أحضر يومياً، وهو الأمر الذي لا أستطيعه نهائياً.   واجهة للزينة  * الكُتّاب طالبوا بوجود جمعية للأدباء والكتاب السعوديين، كواحدة من مؤسسات المجتمع المدني، هل تؤيد وجود مثل هذه الجمعية في ظل وجود الأندية الأدبية التي يرى البعض أنها كافية لتمثيل الكاتب السعودي؟  لا أعتقد أن الأندية بديل عن الرابطة أو الاتحاد، لأن بينهما اختلاف كبير، وربما يأتي الربط بينهما لعدم فهم البعض لمعنى أو مفهوم الرابطة أو الاتحاد، فهذه الرابطة في نظري، ولكي تكون رابطة أو اتحادًا حقيقيًّا، كما يحدث في كل بلدان العالم تقريبًا، يجب أن تكون مستقلة تمامًا عن الحكومة، بمعنى أن مواردها لا يفترض أن تأتي من وزارة أو مؤسسة حكومية ما، وإلا فقدت معناها ودورها في حفظ حقوق الكتاب والدفاع عنها، لأنها ستكون خاضعة لإملاءات هذه الجهة الممولة، بينما كثير ممن قرأت مطالبهم، يعتقدون أنها ستكون تابعة لجهة ما، ولا أظن أن الاتحادات والروابط المستقلة ستكون موجودة هنا في المدى القريب، أي تكون جهات مستقلة تمامًا، لا تخضع لأحد إلا لضمير كتابها، ولانتخابات سنوية نزيهة، ولنظام قانوني محدد، ولتصويت سليم على القرارات المتخذة، وهكذا، ففي هذه الصورة سأكون أول المطالبين بها، أما أن تكون مجرد واجهة نزيّن بها أعناقنا أمام الآخر، فلا أظن لها أي جدوى.   http://al-madina.com/node/71594/arbeaa

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *