عن دار العين للنشر في القاهرة، صدرت مؤخراً طبعة مصرية لرواية “نزهة الدلفين” بتصميم غلاف للفنان أحمد اللباد، وقد حملت مقتطفات من الدراسات النقدية المشورة عن الرواية التي صدرت طبعتها الأولى عن منشورات رياض الريس للكتب والنشر في بيروت عام 2006م. ومن أبرز الدراسات المنشورة ماكتبته الشاعرة اللبنانية زينب عساف في جريدة النهار، والذي جاء فيه: إنه كتاب
“اليد”، اليد التي تسبح في مياه ضحلة، معتمة، ولذيذة، وتفرّ أيضاً كسمكة مذعورة، أو تضرب أبواب حوادث ماضية شكّلت بوصلتها. فلنأخذ البوصلة إذاً ولنتبع الراوي، الشاعر خالد الذي يمضي عطلة مع حبيبته الكاتبة الإماراتية آمنة المشيري وصديقه أحمد في مصر. يكتشف خالد دلفيناً وردياً، هو يد آمنة، ودلفيناً آخر هو يده. كان الدلفينان يلعبان ويتلاقحان كما يشاءان، لكن فجأةً يكتشف الدلفين الذكر أن دلفينه الأنثى لعوب، لا تنفك تدلف خلسة في يد أخرى عملاقة، لتعود بحركتها تلك يداً سمراء لفتاة ناعمة لا أكثر. من هنا تبدأ القصة، من لحظة خروج الدلفين من مياهه كي يصبح كائناً برّياً، تنزلق اللغة معه وتتزحلق الى الشك والغيرة والوساوس التي يصاب بها خالد متسائلاً عن العلاقة التي تجمع آمنة بصديقه الحميم أحمد، وعن السبب الذي يدفع دلفينه الوردي الى أحضان حوت. ثلاثية الأنثى والذكرين ليست جديدة، لكن الجديد هو هذا الشك المتوازن، الذي يبقى في منزلة الأفكار المعذِّبة، من دون أن يفصح عن نفسه بفجاجة. شك يسبح في مياه هادئة، ويمسك بأيدٍ كثيرة، “الأيدي ذات اللغة، الأيدي ذات التاريخ والمواقف والأسرار والكمائن، الأيدي التي تعطي وتبذل، والتي تأخذ في الخفاء”. الشك في معنى ما، هو الخيط الذي يربط تلك الأيدي، ناسجاً أواصر القربى بينها، مانحاً خالد المبرر في مسألة وقوعه ضحية الخيانة.
0 تعليق