وزير الثقافة التونسي يسلّم المحيميد جائزة الشابي للرواية

يوليو 28, 2012 | أخبار | 0 تعليقات

في حفل أقيم في دار الحسين بتونس العاصمة، قام وزير الثقافة التونسي عزالدين باش شاوش خلال الأسبوع الماضي بتسليم جائزة أبو القاسم الشابي للرواية العربية 2011 إلى الروائي السعودي يوسف المحيميد عن روايته الأخيرة “الحمام لا يطير في بريدة” الصادرة عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء. في بداية الحفل الذي انطلق تمام السابعة مساء تحدّث رئيس

الجائزة الأديب والمسرحي عزالدين المدني في كلمة مكتوبة وطويلة تناول فيها تاريخ الجائزة وتطورها على مدى أربعة وعشرين عاما، وذكر أن الدورة الحالية شهدت رقماً قياسياً في عدد المشاركات، التي بلغت 130 رواية من مختلف الأقطار العربية، ومن الجاليات العربية في أوروبا وآسيا وأمريكا، ثم تطرق إلى عمل لجان التحكيم الذين قرؤوا هذا العدد من الروايات، ثم استخرج القائمة الأولى التي ضمت عشر روايات من مصر وتونس وسوريا والعراق واليمن والسعودية، واقتصرت القائمة قبل الأخيرة على أربع روايات، روايتان من تونس، ورواية من اليمن، ورواية من السعودية، ثم انحصر التنافس أخيراً بين رواية من تونس وأخرى من السعودية، وفازت الأخيرة بأغلبية الأصوات، وفي ختام كلمته قدم الشكر للبنك التونسي الذي ما انفك يموّل الجائزة منذ تأسيسها سنة 1984 إلى الآن، كما قدم شكره لوزارة الثقافة على إشرافها على هذه الجائزة، ولجان التحكيم على ما بذلته من جهد منقطع النظير. في حين ارتجل وزير الثقافة التونسي السيد عزالدين باش شاوش كلمته، التي تمحورت حول أهمية الجوائز في دفع الحركة الثقافية وتحفيز الهمم واكتشاف المواهب، ودعا المؤسسات المالية والشركات الخاصة إلى المساهمة في الحركة الثقافية، وتطرق إلى دور الترجمة في نقل الحضارات والتعريف بها،  بالحضارات والتقريب بينها ،أما الرئيس المدير العام للبنك التونسي السيد الحبيب بن سعد فقد ذكر في كلمته هدف البنك من بعث هذه الجائزة، وهو تكريم شاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابي والكشف عن المواهب وتنشيط الحركة الثقافية في تونس والوطن العربي . أخيراً تحدث الفائز بالجائزة الروائي يوسف المحيميد في كلمة قصيرة، أشار إلى أنه من قبيل المصادفة أنه بدأ الكتابة مع ولادة هذه الجائزة العريقة، فكأنما ولدا معًا منتصف الثمانينيات الميلادية، إذ يقول “كأنما حبوت معها، وتعلمت المشي والركض ولفت الأنظار، هي أصبحت جائزة مرموقة ومحترمة جداً في العالم العربي، وما أكتبه أصبح يلفت أنظار القراء والنقاد والمترجمين، بل حتى محكمو الجوائز، وما كانت جائزة جان ميشالسكي السويسرية بعيدة عن روايتي “فخاخ الرائحة” التي وصلت إلى القائمة النهائية في ديسمبر الماضي”. ثم نوّه إلى أنه في حضرة الجوائز يتحدث الفائزون عن تجاربهم وحياتهم الشخصية ورؤيتهم تجاه الكتابة والمجتمع والواقع، لكنه في حضرة جائزة مختلفة، جائزة تحمل اسم شاعر خالد حرّض شعبه على البحث عن الحياة بعزة وكرامة، وعن شعب استجاب لدعوة شاعره، فليس بحضرة جائزة مختلفة فحسب، بل أنه في زمن استثنائي، ذلك الزمن الذي قال فيه الشعب التونسي كلمته. وأكد المحيميد إلى أن حصوله على الجائزة في هذه الدورة تحديدًا، في العام الحرِّ، العام المتحرر، عام العزة والكرامة، 2011، فهو تكريم آخر له، ولروايته “الحمام لا يطير في بريدة” وكأنه يطير هذا الصباح، بصحبة اليمام المتخاطف بكثرة، في شارع الحبيب بورقيبة، هذا الشارع الذي تنطلق من الأصوات الحرَّة، لابد أن يطير منه “حمام بريدة”. ثم اختتم بالقول: “هل أكون أنانيًا حين أتباهى أمامكم بأن الفائزين قبلي كانوا يسمعون صوت أبي القاسم الشابي في قصيدة “إرادة الحياة”، يراهن على الشعب الذي يريد الحياة، لكن هذا الصوت كان خابيًا وحزينًا شيئًا ما، بينما اسمعه الآن صوتًا عاليًا واثقًا يردد: إذا الشعب يوما أراد الحياة. ليس ذلك فحسب، بل أقسم بأني لمحتُ خلسةً ابتسامته الصغيرة، فهل كان أبو القاسمُ يبتسم لي، أم يبتسم للشعب الذي شدَّ القدر من تلابيبه، أم يبتسم لنا معًا؟ لنقل إنه يبتسم لعالمنا كله، من محيطه إلى خليجه: فهو في مذهب الحياة نبيٌ / وهو في شعبه مصابٌ بمس. هكذا قال، وهكذا صدقت نبوءته، وقد حان الوقت لكي ندعوه بيننا هذا المساء الجميل، كي نحتفل به ونشكره، أن منحنا الحب والحياة معًا. بعد ذلك قام وزير الثقافة التونسي بتسليم الجائزة للفائز وسط حضور ثقافي وأدبي وصحفي كبير، بالإضافة إلى حضور القائم بأعمال السفارة السعودية بتونس السيد عبدالله الحربي.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *