يبين رئيس جائزة «أبو القاسم الشابي» للبنك التونسي، وهو أحد مؤسسيها وروادها الأولين منذ سنة 1984 بهذا البيان قصد تنوير الرأي العام الثقافي التونسي تنويرا صحيحا اعتمادا على محاضر الجلسات وتقارير أعضاء اللجان المكتوبة، ما يلي: في نطاق اجتماع اللجنة العليا للجائزة تم الاتفاق على تخصيص دورة 2010 لفن الرواية. وبعد الإعلان عنها وعن شروطها وفي وسائل الإعلام
وفي الانترنات تلقت إدارة الجائزة مائة وثلاثين (130) رواية باللغة العربية من تونس ومن معظم أنحاء العالم العربي. وهو رقم قياسي بالنسبة إلى جملة ما ورد من روايات في الدورات السابقة المخصصة لفن الرواية. والحق أنني استبشرت خيرا بهذا الكم الهائل من الروايات العربية الذي حصلت عليه شبكة الدعاية للجائزة فكانت دورة ثرية المحصول. لقد كانت المشاركة التونسية مشرفة بين مشاركات البلدان العربية الأخرى على أنها احتلت المركز الثاني من حيث العدد بينما احتلت المشاركة السورية المركز الأول ثم تأتي المشاركات العربية الأخرى. توضيح لابدّ منه لقد اتبعت رئاسة الجائزة منذ دورتها الأولى في عهد مؤسسها الأول ومالكها المرحوم أبي بكر المبروك ثم في عهدها الثاني هذا، اتبعت خطة تقضي بأن الجائزة لا تسند لتكريم أي كان ولا لتتويج ولتفضيل أحد على آخر بل للتشجيع وللتشجيع فقط لا غير وما المبلغ المالي الممنوح إلا ليواصل الكاتب المجاز إبداعه وليثابر. بفضل هذه الرؤية رفضت الجائزة أن تكون مضمارا للتسابق ولا ميدانا للصراع ولا للتزاحم ولا للفخر والتفاخر أو القدح والتشهير كما أنها امتنعت أن تكون إرضاء لزيد أو ترضية عمرو ولا تمنح لأسباب الصداقة والمودّة والمحاباة أو للوصاية وحجرت الجائزة على نفسها أن تكون اختياراتها سياسية أو إيديولوجية أو دينية أو حزبية أو شوفينية أو شخصية ذاتية أو مذهبية. ولقد اتبع هذه الطريقة كل من الرئيس أبي بكر المبروك وأعضاء اللجنة العليا الأولى أحمد عبد السلام وعبد الرزاق الرصاع والطاهر قيقة ومحمد اليعلاوي ونجل أبي القاسم الشابي وهي لجنة استشارية فقط ويتبع رئيس الجائزة الحالي الطريقة نفسها بمعية أعضاء اللجنة العليا الحالية. ومن نتائج كل ما سبق أن الجائزة تمنح كلا، لواحد من الكتّاب المترشحين لا أجزاء متراتبة مفصلة لعدد من الكتاب ذلك أن كل كاتب أصيل يختلف عن كل كاتب أصيل آخر فلا تمايز ولا تفاضل كما أن الجائزة تسند مرة واحدة للفائز بها. ومما يجب توضيحه أيضا أن المترشحين غير الفائزين بالجائزة وعلى عكس ما يتوهم به الكثيرون، فإنهم دائما مرحب بهم وتدعوهم الجائزة للمشاركة في كل دورة تعنيهم وتقدر أعمالهم وجهودهم وتفانيهم ولكن كيف نفعل والجائزة واحدة موحدة ليست مفرعة؟ يا ليت المؤسسات الحكومية والبلدية التي رصدت جوائز أدبية مهمة منذ مطلع الستينات حتى التسعينات تقريبا من القرن العشرين، وتعود الى دورها المشجع للإبداع الأدبي إلى جانب المؤسسات الخاصة المثابرة على إسناد جوائزها كل سنة وهي ذات مبالغ مالية متواضعة جدا إذا ما قورنت بنظيراتها في المغرب وفي المشرق. آليات الجائزة تم تشكيل لجنة تحكيم للغرض وكانت متركبة من: 1 ـ مبدعين مارسوا السرد ونجحوا فيه 2ـ أكاديميين نقاد كفاءاتهم معترف بها 3ـ إعلاميين متميزين ومتابعين منذ زمان.. وقد طلب منهم رئيس الجائزة أن يقترحوا عددا من الروايات من ثلاث إلى خمس مع تعليل اختيار كل واحد منها. فجاءت اقتراحاتهم كما يلي: نساء العتبات ـ مصحف أحمر ـ الظلال الطويلة ـ اللحاف ـ كتيبة الخراب ـ حلم وردي فاتح اللون ـ محاكمة كلب ـ طيور الشارع ـ كازينو فج الريح ـ الحمام لا يطير في بريدة. وزيادة على ذلك، اقترح السيد محمد الباردي: شمس الأصيل ـ سيدي براني ـ الفخ ـ واقترح في المقام الأول رواية شمس الأصيل طبقا لما هو موثق في محضر الجلسة بتاريخ 4 نوفمبر 2010، على عكس ما صرّح به في وسائل الأعلام حيث لم يذكر في مقترحاته رواية كازينو فج الريح والأغرب من ذلك انه أثناء المناقشات أبدى غضبه لترشيح اسم تونسي وفي اجتماع اللجنة العليا للجائزة يوم 25 نوفمبر 2010 انحصر الاختيار في روايتين بعد أن أبعد شكري المبخوت محاكمة كلب حسب ما ينص عليه محضر الجلسة. ووقع الاتفاق على إعادة قراءة الروايتين الباقيتين للتثبت والمصداقية وحتى تكون الرواية الفائزة في مستوى جائزة أبو القاسم الشابي وتطوّع لذلك عدد من أعضاء اللجنة العليا. أما في اجتماع اللجنة العليا الأخير يوم الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 الذي تغيّب عنه السيد شكري المبخوت وقع الاتفاق على إسناد جائزة أبو القاسم الشابي لفائدة رواية «الحمام لا يطير في بريدة» للكاتب السعودي يوسف المحيميد وذلك من طرف خمسة أعضاء من سبعة. وفي ما يلي مقتطفات من تقاريرهم: ـ عضو أول: انتبهت إلى تميزها ـ ارتقت إلى مستوى مشرف ـ عضو ثان: أفضل رواية، «الحمام لا يطير في بريدة» لسلاسة لغتها وأحكام بنائها على نحو يشد القارئ إليها شدا. ـ عضو ثالث: تحكي رواية «الحمام لا يطير في بريدة» معاناة الفرد المؤمن بالحرية أو بحقه في حياة كريمة ـ أسلوبها سلس راق يمتاز بلغة متينة وبناء درامي لا يخلو من شعرية ـ عضو رابع: هذه رواية من الحجم الثقيل على مستوى المعمار وكذلك المضمون الذي هو في ظاهره سيرة ذاتية وهو في نهاية الأمر تشريح للمجتمع وتشخيص لمعوقاته دون سقوط في الريبورتاج. ـ عضو خامس: رواية تتجاوز المسكوت عنه اجتماعيا وسياسيا دون السقوط في السرد العادي والممل. وهذه تزكية الأغلبية حسب التقارير الموثقة ولولا الضرورة القصوى وما يقتضيه الأمر لما أوردنا هذه المقتطفات من تقارير أعضاء الهيئة حفاظا منا على سرية الجلسات والتقارير وهو ما التزمنا به دائما. ومن المؤسف حقا أن وسائل الأعلام كان جلها غائبا في موكب تسليم الجائزة الذي بين فيه رئيسها ما قامت به اللجان في حين اهتم البعض من هذه الوسائل بمن انتقد من المعترضين على الفائز دون إعطاء الكلمة لرئيس الجائزة وحتى الإذاعة الوطنية عندما تعرضت إلى الموضوع دعت في أحد برامجها الإذاعية رئيس الجائزة بمفرده في مواجهة ثلاثة أشخاص وهذا أمر غير متكافئ لذلك لم يقبل الدخول في معارك كلامية. ورئاسة الجائزة تعاتب السيد محمد الباردي على إفشاء الأسرار المؤتمن عليها واختلاقه معلومات لا أساس لها من الصحة إطلاقا. كما تعاتب رئاسة الجائزة السيد شكري المبخوت على غيابه وعدم مكافحته الأعضاء واللجنة العليا وهو الذي عودنا في جلساته بدعوته دائما إلى ضرورة الالتزام بعدم إفشاء أسرار الاجتماعات واللجان. والأغرب من كل هذا هو كيف تقبل السيد مصطفى الكيلاني والأستاذ الجامعي، خبر فوزه بالجائزة بطريقة غير رسمية علما بأن رئيس الجائزة له وحده الحق في الإعلان الرسمي عن الفائز بالجائزة كتابيا؟ وكيف انساقت بعض وسائل الإعلام وراء الشائعات وتبعاتها؟… رئيس الجائزة : عزالدين المدني
0 تعليق