تلك اليد المحتالة
تنحو مجموعة (تلك اليد المحتالة) باتجاه السرد المكثّف، وهو سرد لا يتوقف عند جماليات النثر، بل ينزاح نحو آفاق جمالية أوسع تستلهم حتى الفنون غير الأدبية.
فهي تشبه ضربات لونيّة سريعة وموحية، من هنا قدرتها مثلاً أن تنقلنا لأجواء التسعينات ببضع خبطات سردية سريعة وخفيفة أو تنقل انتهاكات الوباء النفسية والاجتماعية في عبارات قصيرة ومشحونة بالدلالة. و بسبب كثافتها العالية “نزعتها ان تقول الكثير في كلام قليل”، ستميل تلقائيًّا إلى التجريد، لكن دون أن تعتنق تجريدًا ثقيلاً، إذ يمكن لمح البشر والأشياء والكائنات والمشاعر والعلاقات والأحداث من خلف هذا التجريد الشفّاف. هي أيضًا لعبة ضوء وعتمة، تحدد بدقّة ما تخفي وما تظهر، ولا يمكن قراءتها دون استحضار جماليات الفوتوغراف.
مجموعة (تلك اليد المحتالة) للروائي يوسف المحيميد هي بمثابة نقطة التقاء تصبّ فيها فنون كثيرة، وبلمساتها السرديّة الخفيفة لكن المعجونة بخبرة طويلة في فنون القصّ، تتحرك وسط هذا الفضاء برشاقة لافتة، وتضيء ما هو مشترك بين كل هذه الفنون.